Find Us OIn Facebook

  

سيناريو المناعة من كوفيد 19

تقرير : عمار بن جوهر / زينب السعدي 

تتواصل ردود الفعل الرافضة لتلقي لقاحات كوفيد 19 على مستوى العالم , واليمن بدورها التحقت بركب الدول التي تتزايد فيها الأصوات التي تبث خطابا تحذيري من مخاطر لقاحات كورونا حسب وصفهم لها بعدم مأمونيتها وتعميم الخطاب على صعيد أكبر بتجنب الآثار والتبعات التي تلحق المطعمين , ورغم ضخ كمية من اللقاحات إلى اليمن عبر مبادرة كوفاكس الدولية إلا أن وسائل التواصل الاجتماعي لم تكف بالتحذيرات التي تحط من الراغبين الذين لديهم مخاوف محدودة في الحصول على لقاح كوفيد 19 مما أسهم في ضرر كبير على نفسياتهم أكثر من نفعها وتطمينها بأن هذه اللقاحات كانت مجدية في إنقاذ الكثير من الأرواح , حيث أن من أخذ اللقاح قد كون أجساما مضادة للفيروس في فترة أسبوعين من تعاطي الجرعة الثانية للقاح , ولكن هذا الكم من التحذيرات المحبطة وجب أن تتم مواجهته بحزم لتجنب مزيد من هجمات تجار الخوف وتطمين المجتمع بأنه توجد عدة لقاحات ضد فايروس سارس 2 أثبتت فاعليتها ودراسة تحليلية واقعية ومعمقة تفسر أسباب الرفض أو التردد ومدى قبول الناس في المجتمعات المجاورة ومقارنتها بتجارب اللقاحات السابقة ضد أمراض وأوبئة متعددة وإيضاح أن الوقاية والوعي بها تساعد في تجنب أضرارا جسيمة مستقبلا  . 

المجتمع واللقاحات : 

تسيطر على المجتمع اليمني النزعة المحافظة المرتكزة على خلفية العادات والتقاليد الثقافية والحضارية وكذلك قوة الوازع الديني الذي يجعل المواطن اليمني يضع استباقات  معينة لآثار محتملة حتى وإن كانت مبنية على الحدس دون تثبت حتى من مصداقية وموثوقية هذه الاستباقات قد يكون لضعف الاطلاع او الفهم المغلوط لأي تطورات معيارية في سياقات الصحة العالمية وجدوى الوسائط الاعلامية والحملات التسويقية لأي من القضايا المتعلقة بالملف الصحي والذي يعتبر أساس رصين للمشتركات العامة بين جميع دول العالم سواء اتفقت ام اختلفت في السياسات العامة وشكل الدولة . 

وتثبت في كل مرة هذه المجتمعات المحافظة عدم قدرتها على التكيف السريع مع اللقاحات التي يتم إنتاجها لغرض الوقاية من أي الأوبئة المنتشرة في كل أقطاب المعمورة قد تعزى للمخاوف بشأن السلامة ومدى الفاعلية أو مرتكزة على الخوف من نظرية المؤامرة التي ما برحت تلاحق دول العالم الثالث والدول النامية في مختلف القضايا ذات السياق نفسه , مع إن العلم الحديث يقول أن اللقاحات هي أعظم ما أنتجه العقل الإنساني خلال 100 عام من حديث الدكتور علي فطوم مع برنامج بلا حدود , وهذه أقوال كفيلة بضرورة تفعيل التوعية عند النسيج المجتمعي في اليمن بأهمية أخذ لقاحات كوفيد 19 سواء كانت استرازينيكا البريطاني أم جونسون الأمريكي والانتظام على جرعاتها . 

أنموذج ساحل حضرموت : 

في أبريل سنة 2021م وتزامنا مع وصول لقاحات سارس 2 كوفيد 19 إلى اليمن عبر مبادرة كوفاكس , تم إجراء دراسة في مديريات ساحل حضرموت من قبل البروفسور عبدالله بن غوث استاذ طب المجتمع  بجامعة حضرموت ومدير دائرة التثقيف والاعلام الصحي بمكتب وزارة الصحة بساحل حضرموت خالد الكلدي واعتمدت الدراسة على نسق منهجي ارتكز على المسح الميداني بعينات عمدية شملت فئتين هما العاملين في القطاع الصحي والمواطنين في الأسواق , وراعت الدراسة المتغيرات المحددة لها العمر والجنس والتصنيف الفئوي وركزت جهدها لقياس التباين في مدى تقبل اللقاح ومعرفة المستهدفين حوله , وشارك فيها ( 321 ) شخص أعمارهم ما بين ( 25- 75 سنة ) ( 208 ) منهم ذكور يمثلون ( 65 % ) ومنهم ( 113 ) أنثى أي ما يعني (35 % ) وكذلك منهم ( 50 ) عاملا بالقطاع الصحي يمثلون ( 16 % ) ومن المواطنين غير العاملين بالقطاع الصحي ( 271 ) يعادلون ( 84% ) , وتوصلت الدراسة إلى أن فقط ( 9% ) من إجمالي المستهدفين بالدراسة لديهم معرفة ومعلومات حول اللقاح مما جعل ( 75% ) يرفضون تلقي جرعات اللقاح وكان ( 69% ) من الرافضين أجزموا ان اللقاحات رديئة التي وصلت اليمن دون تثبت وآخرين قالوا أن اللقاح غير آمن وليس فعال , ونخلص من هذه الدراسة إلى ضرورة نشر معلومات صحيحة حول اللقاحات من بلد المنشأ حتى دخولها اليمن وسلاسل التبريد وكل معلومة دقيقة مختصة بهذا الصدد التي تساعد في تكوين وعي لدى المواطنين وصولا للمناعة المجتمعية .  


سيناريو المناعة من كوفيد 19، احصائيات كورونا اليمن



مأمونية لقاح كوفيد 19 

تؤكد مراكز إنتاج اللقاحات الخاصة بكوفيد 19 أن اللقاح آمن ولا يدعو للقلق المفرط وكذلك تبدي تفهمها لمخاوف الناس تجاه أخذ جرعات اللقاح , حيث أن هذا التخوف مازال مقبولا وهي طبيعة مصاحبة لكل إنتاج من مراكز الدواء على مستوى العالم لأي لقاح سابق وليس فقط حكرا على اللقاحات التي أنتجت خصيصا لوباء كورونا ,وتوضح تصريحات الدكتور أمجد الخولي وهو استشاري الأوبئة في منظمة الصحة العالمية أن التخوف الذي يتم إظهاره حاليا هو امتداد لما صاحب اللقاح الخاص بالدفتيريا وشلل الأطفال والحصبة وغيرها , وأكد أنه مقبول وفي السياق ذاته أوضح مشددا أنه لا يمكن بأي حال لمنظمة الصحة العالمية الجهات العلمية المعتبرة كونها الغطاء الأول لقطاع الصحة على مستوى دول العالم أن تسمح بأخذ لقاح غير موثوق ولا يحمل التراخيص والتطمينات الكافية لتأميمه وجعله متاح للاستخدام , وأضاف أنه مهما تطورت العلوم وأخذت منحى تصاعدي أن يبرر لمنظمة الصحة العالمية إصدار تصريح للقاح إذا لم يكن آمنا وفعالا . 

وعلى الصعيد المحلي في اليمن فقد قال مدير إدارة التثقيف والإعلام الصحي بمكتب الوزارة  بمحافظة حضرموت الساحل  خالد الكلدي  أن هناك جهود حثيثة تبذل من قبل المركز الوطني التابع لوزارة الصحة وفروع  الوزارة وكذلك منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسف عبر برامج التوعية ( C4D ) أو ( MOTHER TO MOTHER ) لبث تطمينات للمواطنين بمأمونية اللقاح وأنه يجب الحرص على أخذ اللقاح وهو آمن وأثبت ذلك الإقبال لعدد من المواطنين على مراكز اللقاح وعدم ظهور أعراض خطيرة واختلال في مناعة أجسامهم بعد ذلك تنذر بأي مخاطر صحية , وإنما فقط ظهرت أعراض طبيعية مصاحبة لأي لقاح تطعيمي وبذلك فعلا نثبت أنه تم تكوين أجسام مضادة لكوفيد 19 في تكوينهم الجسماني . 

وما يزيد من احتمالية موثوقية الأمان لمن أخذوا لقاح كورونا ( كوفيد 19 ) هو إعلان السلطات الصحية في اليمن عن فتح مراكز تطعيم إضافية في محافظات العاصمة المؤقتة عدن وحضرموت وتعز معزين ذلك الى الازدحام المكثف على مراكز أخذ اللقاحات بهذه المحافظات في نهاية شهر يونيو 2021م , وقد انطلقت حملة تطعيم المواطنين في اليمن خلال شهر أبريل الماضي ووصل عدد الملقحين في نهاية شهر مايو الماضي نحو ( 88.000) حسب ما أفادت وكالة الأنباء اليمنية سبأ نقلا عن وكيل وزارة الصحة العامة والسكان علي الوليدي , وهذه الأرقام للجرعة الاولى بينما بلغت أعداد المطعمين بالكامل للجرعتين نهاية شهر سبتمبر الماضي  ( 48.148 ) ما يعادل ( 0.2 % ) من السكان بينما من أخذوا جرعة واحدة فقط بلغ عددهم (  308.025 ) اي ما يمثل ( 1.0 % ) من اليمنيين .

غياب الصحافة العلمية : 

يدرك الباحث في أهمية وجدوى الرسالة الإعلامية ودورها في تكوين مناعة مجتمعية تجاه مختلف المستجدات , وتكوين حماية رادعة لأبناء النسيج الاجتماعي من أي هجمات إن كانت عرضية أو مقصودة وإثبات أن الصحافة والإعلام اساس رصين للتنمية المجتمعية والعيش المشترك المبني على تفاهمات متبادلة, وتمثل سلاح ردع أثبتت جدواه على مدى سنوات وكذلك وظيفة تغيير الوعي الذي يوجه سلوك أبناء المجتمع سلبا وإيجابا , إلا أنه ومع التقادم والتحديث في مختلف مساقات الإعلام أضحت هناك حاجة ملحة لوجود الصحافة المتخصصة والنوعية وتحديدا الصحافة العلمية التي لو وجدت في الإعلام اليمني لأسهمت إيجابا في تشكيل مناعة وأجسام مضادة للتضليل الإعلامي الذي صاحب بداية جائحة كورونا وكيل التهم الذي بدوره شكك المواطن بوجود الجائحة والفيروس من عدمه وكذلك كمية الرفض الذي صاحب وصول جرعات كوفيد 19 عبر مبادرة كوفاكس العالمية التي ضخت (360.000 ) جرعة من لقاحات كورونا كدفعة أولى , ويرجع ذلك الرفض لعدم وجود تطمينات كان يمكن للإعلام والصحافة بثها للمواطنين بقالب واضح مبينين أهميتها , حيث قال الصحفي عمر الحياني وهو يمني متخصص في الصحافة العلمية " شكل غياب الإعلام والصحافة العلمية في اليمن مشكلة كبيرة في انتشار الخرافات والادعاءات غير المنهجية وغير العلمية في زيادة انتشار كورونا بشكل مخيف بالإضافة الى غياب الوعي الصحي وهذا يشكل دافعا للإعلام بأهمية الصحافة العلمية في مواجهة الأوبئة والكوارث والاهتمام  ليس أثناء انتشار الوباء وإنما يتم وضع خطط لنشر الوعي العلمي والصحي والبيئي في كل من وسائل الإعلام وبشكل إلزامي ويومي لخلق أجيال محصنة علميا وصحيا , وأضاف أنه لوحظ كيف فتك فيروس كورونا بأسر بأكملها بسبب غياب الوعي الصحي مما شكل تهديدا على الحياة في تلك المجتمعات .

"تم نشر هذا التقرير بدعم من JDH JHR صحفيون من أجل حقوق الإنسان والشؤون العالمية في كندا" 

Post a Comment

أحدث أقدم

أخبار محلية

Recents